ثقافة خاص- إضراب أعوان "حنّبعل": علي عاشور يتّهم حزباً سياسيّا بتوظيف القناة، والمدير العام زهير الڨمبري يعكس الهجوم
قالَ كاتب عام النقابة الأساسية لقناة "حنبعل" الخاصّة علي عاشور، إنّ منتسبي القناة من تقنيّين وصحفيّين قرّروا تنفيذ إضرابٍ عن العمل لمدّة 06 أيّام بدءًا من اليوم الثلاثاء 20 مارس 2018، وذلك على خلفية ما وصفهُ بالمناخ المهني الصعب الذي يسود المؤسّسة تحت تسيير مديرها العام زهير الڨمبري، على حدّ تعبيره.
وأوضحَ علي عاشور في ٱتصالٍ بموقع الجمهورية على هامش الحراك الإحتجاجي المُعلَن، أنّ غالبيّة أبناء القناة ضاقوا ذرعاً بسياسة التلكّؤ والتسويف التي يعتمدها زهير الڨمبري تجاه مَطالبهم المنادية بالتسوية الماديّة وتبيان المُلّاك الأصليّين للمؤسّسة، مبرزاً أنّ الإدارة العامّة لـ"حنّبعل" اِتخذت منحى وتوجّهاً ضبابيّاً يفرض على الجميع الوقوف صفّاً واحدا من أجل تعطيل أيّ قوى تسعى إلى الجنوح بالقناة إلى مآربَ مشبوهة، بحسْبه.
وأشارَ المتحدّث إلى أنّه من ضمن المطالب المرفوعة، تمتيع الصحفيين والتقنيين بمنحة الشهر الثالث عشر والتغطية الإجتماعية المنعدمة منذ ما يقارب العاميْن، فضلًا عن وصولات الأكل بعنوان 2016/2017، هذا بالإضافة إلى الجرايات الشهرية التي لا يتمّ صرفها في مواعيدها المحدّدة والمضبوطة.
كما حذّر عاشور من مغبّة توظيف المؤسسة الإعلامية لغايات سياسيّة بعينها، قائلًا في هذا الخصوص: "نعلمُ أنّ حزباً سياسيا يقف وراء إدارة دواليب القناة ويساهم في توجيه خطّها التحريري، خاصّة ونحن على عتبة الإنتخابات البلدية، لكنّنا لن نقف مكتوفي الأيدي وسنتقدم برفع دعوى قضائية، دفاعا عن مورد رزقنا".
ودعاَ الهيئة العليا المستقلة للإتصال السمعي البصري "الهايكا" للتدخّل العاجل والضروري، كما رئاسة الحكومة، لرفع المظلمة المسلّطة، وَفق قوله، وتوجّه علي عاشور برسالته إلى مدير عام "حنبعل" زهير الڨمبري، مناديا برحيله وترك القناة حتى لا تتأزّم الوضعيّة، واصفاً إيّاها بالمرحلة الصعبة والفارقة.
من جهتهِ، إعتبر مدير عام قناة حنّبعل زهير الڨمبري، أنّه من غير المعقول تعطيل سيرورة المؤسسة من خلال شنّ إضراب يدوم 06 أيّام قبيل حلول شهر رمضان، لاسيما وأنّ القناة لها اِلتزامات محدّدة زمنيّاً، مضيفاً أنّ المطالب التي ينادي بتحقيقها المضربون بصددِ التسوية والوضعيّة ماضية نحو الإنفراج، "رغم الأزمة الإقتصادية الخانقة وشحّ الإمكانات الماليّة التي نعيش على وقعهاَ"، والعهدة على قول الڨمبري.
وأبرزَ أنَّ كل بنود الإتفاقيات الممضاة مع ممثلي الطرف النقابي يتمّ تطبيقها بصفة مرحليّة، ولا صحّة لما يَروج بأنّ الإدارة تنتهج سياسة المماطلة والتجويع في هذا الجانب، ويضيف محدّثنا، أنّه بموجب النقاط المتّفق حولها تُصرف الجرايات الشهرية في آجال لا تتجاوز يوم 05 من كلّ شهر، كما أنّ منحة الشهر الثالث عشر من المقرّر تسديدها على 3 أقساط اِنطلاقا من مارس الجاري.
وأمّا عن وصولات الطعام فقد اضطرت إدارة المؤسسة إلى الإنقطاع عن مَنحها ظرفيّا لاعتبارات مادية بحتة، وسيتم تدارك ما فات مع بداية شهر أفريل المقبل عبر إسناد 2 وصولات بدل وصلٍ واحد، طبقاً لما جاء على لسان زهير الڨمبري.
وفي تعليقه عن ما ورد بشأن ضبابية مسألة ملكيّة القناة، أكّد مخاطِبنا أنّ "حنّبعل" تُسيّر دواليبها من طرف مجلس إدارة يعقد إجتماعاته في وضح النهار وقد سبق أن جلس عدد من أعضائه إلى ممثلين عن النقابة الأساسية على طاولة المفاوضات، متابعاً، "أصحاب القناة ليسوا أشباحا كما يدّعون، وهم معلومون بالإسم والصفة ويتردّدون على مقرّ العمل على مرأى من الجميع".
وختمَ بتفنيد أيّة اِتّهامات تستهدف إدارة المؤسسة الإعلامية الخاصة والتي تشكّك في تحييد التوجّه المهني والتحريري للقناة لفائدة طرف سياسي نافذ في منظومة الحكم، قائلًا في هذا الصّدد: "غريب أمرهم، يتّهموننا بتدجين القناة وتوظيف خطّها المنهجي لمصلحة حركة النهضة، والحال أنّ تقارير "الهايكا" أثبتت بما لا يدعو مجالا للريب أنّنا ملتزمون بواجب النزاهة والحياد والموضوعية في توفير مساحة متوازنة لمختلف الأحزاب والتيارات السياسية حُكماً ومعارضةً على حد السواء".
هذا وأشار مدير عام قناة "حنّبعل" زهير الڨمبري إلى أنّ المساعي جارية بهدف تعليق الإضراب أو إلغائه، وترجيح كفّة التعقّل، من خلال فتح قنوات التفاوض والنقاش من جديد، على قاعدة تنقية المناخ الإجتماعي بالمؤسسة بما يراعي وضعهاَ المادي الراهن.
ماهر العوني